الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ }

{ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } قال الكلبي: يعنون عيسى. قال الله للنبي عليه السلام { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } يقول: ما ضربوه لك إلا ليجادلوك به، وهم أهل خصومة وجدال. فقال الله عز وجل جواباً لهم:إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } [الأنبياء:101] إلى آخر الآيات.

وتفسير مجاهد: في قوله: { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } يعني عيسى وعزير والملائكة.

وتفسير الحسن: { وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } أي: محمد صلى الله عليه وسلم. وذلك أن المشركين قالوا: إنما تريد يا محمد أن نتخذك رباً كما اتخذ النصارى عيسى بن مريم. فآلهتنا أحق بذلك منك. فقال الله عز وجل: { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً } يعني ما هذا الذي قالوه إلا جدل { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } أي يخاصمونك في غير الحق.

قال الله عز وجل: { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } أي: بالنبوّة، يعني عيسى { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } أي جعله الله مثلاً لهم، يعني عبرة لبني إسرائيل أي بما كان يصنع من تلك الآيات مما يحيي الموتى، ويبرىء الأكمه والأبرص، ومما علمه الله، وما كان يخبرهم به مما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم.