الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } * { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } * { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }

قوله: { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ } يعني النبي عليه السلام { تُسْمِعُ الصُّمَّ } أي عن الهدى { أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ } أي: عن الهدى { وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ، يقوله على الاستفهام، أي: إنك لا تسمعهم ولا تهديهم، يعني من لا يؤمن.

قوله: { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } أي: نتوفَّينك { فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ }.

ذكروا عن الحسن قال: كانت بعده نقمة شديدة؛ أكرم الله نبيّه من أن يريه ما كان من النقمة في أمته بعده.

قال بعضهم: وقد أنزل الله آية في المشركين:فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } [غافر:77] وأشباه ذلك مما أوعدهم الله من العذاب، فكان بعض ذلك يوم بدر وبعده، وبعضه يكون مع قيام الساعة بالنفخة الأولى، بها يكون هلاك كفار آخر هذه الأمة.

قال: { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ } أي القرآن { إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو الإسلام، أي: الطريق إلى الجنة.

قال: { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } يعني القرآن شرف لكي ولقومك، يعني قريشاً. تفسير الحسن: أن يذكروا به الحلال والحرام والأحكام فيعلمون ما يحلّون وما يحرّمون. { وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } يوم القيامة، أي: أستمسكتم بهذا الدين أم ضيّعتموه. وقال بعضهم: تسألون عن أداء شكره.

وقال بعضهم: عما وليتم من أمر هذه الأمة. ذكروا عن الحسن وعن سليمان ابن يسار أن عمر بن الخطاب قال: لو ضاع شيء بشاطىء الفرات لخشيت أن يسألني الله عنه.

ذكروا عن الزهري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قدِّموا قريشاً ولا تتقدّموها، وتعلَّموا منها ولا تُعَلِّموها ".

ذكروا عن أبي هريرة قال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس في هذا الأمر تبع لقريش ".