قال: { فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ } يعني الذين كذّبوا رسلهم، أي: فأهلكناهم. { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } أي: كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار.
قوله: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي } أي لكن أعبد الذي فطرني، أي: الذي خلقني، كقوله:{ فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ } [يونس:104] قال: { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } أي يثبتني على الإيمان.
{ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ } أي: في ذريته، والكلمة لا إله إلا الله. كقوله:{ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ } [البقرة:128] وقوله:{ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ } [البقرة:129] { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي: لكي يرجعوا إلى الإيمان.
قوله: { بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ } يعني قريشاً، أي: لم أعذّبهم. كقوله:{ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } [سورة ص:8] قال: { حَتَّى جَاءهُمُ الْحَقُّ } أي: القرآن { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } أي محمد صلى الله عليه وسلم.
{ وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ } أي القرآن { قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } أي: جاحدون.
{ وَقَالُوا لَوْلا } أي: هلاّ { نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } والقريتان مكة والطائف. أي: لو كان هذا القرآن حقاً لكان هذان الرجلان أحقّ به منك يا محمد، يعنون الوليد بن المغيرة المخزومي وأبا مسعود الثقفي.