الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } * { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } * { بَلْ قَالُوۤاْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } * { وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } * { قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }

{ وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم } أي: لو كره الله هذا [الدين] الذي نحن عليه لحوّلنا عنه إلى غيره. قال الله: { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي بأني أمرتهم أن يعبدوا غيري، إنما قالوا ذلك على الشرك والظّنّ { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي: يكذبون.

قال: { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ } أي: من قبل هذا القرآن، فيه ما يدَّعون من أن الملائكة بنات الله، وقولهم: لو كره ما نحن عليه لحوّلنا عنه إلى غيره { فَهُم بِهِ }. أي: بذلك الكتاب { مُسْتَمْسِكُونَ } أي: يحاجّون به، أي: لم نؤتهم كتاباً فيه ما يقولون فهم به مستمسكون.

{ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ } أي: على ملّة، وهي ملة الشرك. { وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } أي: إنهم كانوا على هدى، ونحن نتّبعهم على ذلك الهدى.

قال الله: { وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ } أي: من نبي ينذرهم العذاب { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا } أي: جبابرتها وعظماؤها، أي: مشركوها، وهم أهل السعة والقادة في الشرك، فاتبعهم من دونهم { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ } أي: على ملة { وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } أي إنهم كانوا مهتدين، فنحن مقتدون بهداهم.

قال الله للنبي عليه السلام: { قَالَ } يا محمد { أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ }. ثم رجع إلى قصة الأمم السالفة فأخبر بما قالوا لأنبيائهم: { قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ }.