الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ }

قوله: { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ } أي: وكم أرسلنا منهم من الأنبياء. ذكروا عن أبي قلابة قال: قيل: يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر، جم غفير. قال: { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } كقوله:يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } [يس:30]. قال: { فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا } أي: أشد من مشركي العرب قوة. يعني من أهلك من الأمم السالفة؛ كقوله:كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [الروم:9] { وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ } يعني وقائعه في الأمم السالفة بتكذيبهم رسلهم.

قوله: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني المشركين { مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ } ثم قال: { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا } كقوله:الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً } [البقرة:22] { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي: طرقاً { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي: لكي تهتدوا الطرق.

{ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ } ذكروا عن ابن عباس قال: ما عام بأكثر من عام ماء، أو قال: مطراً، ولكن الله يصرفه في الأرض حيث يشاء؛ ثم تلا هذه الآية:وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا } [الفرقان:50] قال: { فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً } يعني فأحيينا به بلدة { مَّيْتًا } يعني الميتة اليابسة التي ليس فيها نبات. { كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } يعني البعث. يرسل الله مطراً منياً كمني الرجال فتنبت جسمانهم ولحمانهم كما ينبت الأرض الثرى.