قوله: { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ } أي: من بعد الله، أي: من ولي يمنعه من عذاب الله. قوله: { وَتَرَى الظَّالِمِينَ } أي: المشركين { لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ } أي: إلى الدنيا { مِّن سَبِيلٍٍ } أي: فنؤمن. تفسير الحسن: إنهم يقولون ذلك وهم في النار. قال: { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي: على النار { خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ } أي: أذلاء { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } أي يسارقون النظر. قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } خسروا أنفسهم أن يغنموها فصاروا في النار، وخسروا أهليهم، أي: من الحور العين. وقد فسّرناه في سورة الزمر. قال: { أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } أي: دائم لا ينقطع. قال: { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاء يَنصُرُونَهُم } أي: يمنعونهم { مِّن دُونِ اللَّهِ } أي: من عذابه. قال: { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } أي: إلى الهدى. قوله: { اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم } أي آمنوا بربكم { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ } يعني يوم القيامة، أي لا يرده أحد من بعد ما حكم الله به وجعله أجلاً ووقتاً. { مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ } أي تلجأون إليه؛ يقوله للمشركين، أي: يمنعكم من عذاب الله { وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ } [أي: من نصير] قال الحسن: ليست لهم منعة، وقال مجاهد: نصرة.