الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } * { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ }

قوله: { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ } يقوله للمشركين، أي: وما أنتم بالذين يسبقوننا حتى لا نبعثكم ثم نعذبكم { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ } أي: يمنعكم من عذابه { وَلاَ نَصِيرٍ } أي: ينتصر لكم.

قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ } أي: السفن، كقوله:وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ } [الحج:65] قال: { فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ } أي: كالجبال، وهي كقوله:وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلَامِ } [الرحمن:24]، وهي السفن إذا كان عليها قلوعها. قوله: { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ } يعني السفن { رَوَاكِدَ } أي: سواكن { عَلَى ظَهْرِهِ } أي: على ظهر البحر. قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي: لكل مؤمن.

قال: { أَوْ يُوبِقْهُنَّ } أي: يغرقهن، يعني السفن، أي يغرق أهلها { بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ }. قال: { وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا } يعني المشركين يجحدون بها { مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ } أي: من ملجأ يلجأون إليه من عذاب الله.

قوله: { فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } يعني المشركين { فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: ينفد ويذهب { وَمَا عِندَ اللَّهِ } في الآخرة، يعني الجنة { خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي: يبقى، وما في الدنيا يذهب { لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }.

قوله: { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ } أي: ويجتنبون الفواحش، وقد فسّرنا ذلك في سورة النساء. قال: { وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }.

كان هذا بمكة قبل الهجرة يغفرون للمشركين، كقوله:قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ } [الجاثية:14]، وهو منسوخ، نسخه القتال، فصار ذلك العفو فيما بين المؤمنين.