الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَٱلْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ }

قوله: { أَمْ يَقُولُونَ } يعني المشركين { افْتَرَى } أي: محمد { عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } بما جاء، أي: قد قالوه { فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ } فيذهب عنك النبوة التي أعطاكها، وهذا موضع القدرة، ولا تنزع منه النبوّة، كقوله:لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ } [الزمر:4].

قوله: { وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ } قال الحسن: فلا يجعل لأهله في عاقبته خيراً ولا ثواباً، يعني ما عليه المشركون. { وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } فينصر النبي والمؤمنين. قال: { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما في الصدور.

قوله: { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ } أي: إذا تابوا { وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } فمن قرأها بالتاء فهو يقول للنبي عليه السلام: ويعلم ما تفعلون، ومن قرأها بالياء فهو يقول للناس: ويعلم ما يفعلون.

ذكروا عن بعضهم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ثم تلا هذه الآية:إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ } [البقرة:222]. فإذا أحب الله عبداً لم يضرّه ذنبه.

قوله: { وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أي: يستجيبون لربهم، أي: يؤمنون به، كقوله: { لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى } أي: المشركون لا يستجيبون لهوَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ } .. إلى آخر الآية [الرعد: 18]. قال: { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } يعني المؤمنين. أي: تضعيف الحسنات. { وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: جهنم.