الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } * { ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }

قوله: { تَرَى الظَّالِمِينَ } أي: المشركين { مُشْفِقِينَ } أي: خائفين { مِمَّا كَسَبُوا } أي: مما عملوا في الدنيا إذ أخرجته كتبهم { وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ } أي: الذي خافوا منه من عذاب الله. { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } أي: في الجنة { ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ } قال: { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } يبشرهم في الدنيا بروضات الجنات، لهم ما يشاءون فيها، أي: في الجنة.

قوله: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }. ذكروا عن عكرمة قال: كان النبي عليه السلام واسطاً في قريش؛ ليس في بطون قريش بطن إلا وقد ولده؛ فقال: { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } أي: إلا أن تراعوا ما بيني وبينكم من القرابة [فتصدقوني].

وقال الحسن: { إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } أي: إلا أن يتقرّبوا إلى الله بالعمل الصالح، وهو كقوله:قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً } [الفرقان:57] أي: بطاعته.

قوله: { وَمَن يَقْتَرِفْ } أي: ومن يعمل { حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا } أي: تضعيف الحسنات { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ } أي: للذنوب { شَكُورٌ } أي: للعمل.