قوله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ } أي: إلى الله { وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } أي: على الإسلام { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } أي: الشرك { وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } أي: لا أظلم منكم أحداً { اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } أي: لا خصومة بيننا وبينكم، أي: في الدنيا { اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } أي: يوم القيامة { وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } أي: المرجع. أي: نجتمع عنده فيجزينا ويجزيكم بها الثواب والعقاب.
قوله: { وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ } يعني المشركين يحاجون المؤمنين في الله، أي: في عبادتهم الأوثان. { مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } يعني من بعد ما استجاب له المؤمنون { حُجَّتُهُمْ } أي خصومتهم { دَاحِضَةٌ } أي ذاهبة باطلة { عِندَ رَبِّهِمْ }. وقال مجاهد: هم المشركون، طمعوا أن تعود الجاهلية. قال: { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: في الآخرة.
قوله: { اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ } أي: القرآن { بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ } أي: العدل { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ }.
قال: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } أي: استهزاءً وتكذيباً لا يقرّون بها { وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا } أي: خائفون { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ } أي: كائنة { أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ } أي: يكذبون بها. كقوله:{ وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ } [القمر:36] أي: كذّبوا الأنبياء. قال: { لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي: من الحق.