الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } * { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } * { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

قوله: { فَلِذَلِكَ فَادْعُ } أي: إلى الله { وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } أي: على الإسلام { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } أي: الشرك { وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } أي: لا أظلم منكم أحداً { اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } أي: لا خصومة بيننا وبينكم، أي: في الدنيا { اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } أي: يوم القيامة { وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } أي: المرجع. أي: نجتمع عنده فيجزينا ويجزيكم بها الثواب والعقاب.

قوله: { وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ } يعني المشركين يحاجون المؤمنين في الله، أي: في عبادتهم الأوثان. { مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } يعني من بعد ما استجاب له المؤمنون { حُجَّتُهُمْ } أي خصومتهم { دَاحِضَةٌ } أي ذاهبة باطلة { عِندَ رَبِّهِمْ }. وقال مجاهد: هم المشركون، طمعوا أن تعود الجاهلية. قال: { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: في الآخرة.

قوله: { اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ } أي: القرآن { بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ } أي: العدل { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ }.

قال: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } أي: استهزاءً وتكذيباً لا يقرّون بها { وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا } أي: خائفون { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ } أي: كائنة { أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ } أي: يكذبون بها. كقوله:وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ } [القمر:36] أي: كذّبوا الأنبياء. قال: { لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي: من الحق.