الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }

قوله: { وَمَا تَفَرَّقُوا } يعني أهل الكتاب { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ } [أي: حسداً فيما بينهم]؛ أرادوا الدنيا ورخاءها فغيّروا كتابهم فأحلّوا فيه ما شاءوا وحرّموا ما شاءوا، فترأَّسُوا على الناس يستأكلونهم، فاتبعوهم على ذلك؛ كقوله:اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ } [التوبة:31] أي: يُحِلّون لهم ما حرّم الله عليهم فيستحلّونه، ويُحرِّمون ما أحلَّ الله فيُحرّمونه.

قوله: { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي: إلى القيامة { لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ }. وقد فسَّرناه في الآية الأولى قبلها. قال: { وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ } يعني اليهود والنصارى من بعد أوائلهم { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } أي: من القرآن { مُرِيبٍ } أي: من الريبة. وقال الكلبي: يعني مشركي العرب.