{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ } يعني القرآن { ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ } أي: بالقرآن { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } أي: في فراق للنبي عليه السلام وما جاء به، (بَعِيدٍ) إلى يوم القيامة. أي: من يموت على كفره. أي: لا أحد أضل منه. وقال بعضهم: بعيد عن الحق. قوله: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }. قال بعضهم: يعني أن النبي عليه السلام يظهر على الآفاق وعليهم. وقال الحسن: يعني ما أهلك الله به الأمم السالفة في الآفاق، أي: في البلدان؛ أي: قد رأوا آثار ذلك. { وَفِي أَنفُسِهِمْ } أي: أخبرهم بأنهم يموتون وتصيبهم البلايا. فكان ذلك كما قال الله عز وجل، وأظهرهم الله عزّ وجل عليهم، وابتلاهم بما ابتلاهم به، يعني من الجوع بمكة والسيف يوم بدر. قال: { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي: شاهد على كفرهم وأعمالهم, أي: بلَى, كفى به شهيداً عليهم. قال: { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ } أي: في شك { مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ } أي: يقولون: لا نبعث ولا نلقى الله. { أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ } أي: أحاط علمه بكل شيء.