الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ فِيۤ أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }

قال: { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء } أي: نسبنا لهم قرناء، يعني الشياطين. كقوله:أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } [مريم:83] أي: تزعجهم إزعاجاً في معاصي الله.

قال: { فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } قال الحسن: { مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: حبّ ما كان عليه آباؤهم من الشرك وتكذيبهم الرسل. { وَمَا خَلْفَهُمْ } تكذيبهم بالبعث. وقال الكلبي: { مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ }: من أمر الآخرة، فأخبروهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار، { وَمَا خَلْفَهُمْ }: زيّنوا لهم أمر الدنيا فلم يريدوا غيرها.

{ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ } أي: وجب عليهم القول. وتفسير القول: الغضب، في قول بعضهم: وقال الحسن: القول من الله أنهم من أهل النار؛ كقوله:وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ } [غافر:6] أي: بكفرهم. قال: { فِي أُمَمٍ } أي: مع أمم { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ } والخاسرون: أهل النارِ، خسروا أنفسهم فصاروا في النار.

قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [قال السدي: نزلت في أبي جهل بن هشام، كان يقول لأصحابه: إذا سمعتم قراءة محمد فارفعوا أصواتكم بالأشعار حتى تلتبس على محمد قراءته] وهو مثل قوله:وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً } [الأنفال:35]؛ المكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق؛ يميملون خدودهم إلى الأرض يخلطون على النبي صلى الله عليه وسلم بذلك صلاته. وقوله: { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي: لعل دينكم أن يغلب دين محمد.