الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } * { إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }

قال: { فَقَضَاهُنَّ } يعني خلقهن { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا } [قال مجاهد: يعني أمره] الذي جعل فيها مما أراد.

قال: { وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ } يعني النجوم { وَحِفْظًا } أي: وجعلنا النجوم حفظاً للسماء من الشياطين، أي: لا يسمعون الوحي. وذلك منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم: قال: { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }.

ذكروا عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا قبل أن يبعث محمد ما نَرَى نجماً يُرمى به. فبينما نحن ذات ليلة إذ النجوم قد رُمي بها. فقلنا: ما هذا؟ إن هذا إلا أمر حدث. فجاءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث. وأنزل الله هذه الآية في سورة الجن:وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا } [الجن:9]. قوله: { فَإِنْ أَعْرَضُوا } أي: المشركون { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }. والصاعقة العذاب؛ جاءتهم بفزع فماتوا. ذكروا عن عطاء بن السايب أنه قال: سمعت أبا عبد الرحمان السلمي وإبراهيم يقرآن هذا الحرف: { أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةَ عَادٍ وَثَمُودَ } يعني فَزْعة مثل فزعة عاد وثمود. { إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ } يحذرونهم وقائع الله في الكفار حين كذبوا رسلهم. ويعني بـ { مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } قوم نوح ومن أهلك بعدهم، و بـ { مِنْ خَلْفِهِمْ } عذاب الآخرة، أي أنذروهم عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.

{ قَالُوا لَوْ شَاء رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } كقولهم للنبي عليه السلام:أَوْ جَآءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } [الزخرف:53] أي: فيخبرون أنه رسول الله. ومثل قولِهِم:لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلاَئِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [الحجر:7] أي: فتخبرنا أنك رسول الله؛ أي: يقوله كل قوم لرسولهم. { فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ }.