الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } * { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ }

قوله عزَّ وجلَّ: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ } أي: ثواب، يعني الجنة { غَيْرُ مَمْنُونٍ } أي: غير محسوب في تفسير مجاهد؛ كقوله:يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر:40]. وتفسير الحسن: غير ممنون عليهم مَنَّ أذًى. قوله عز وجل: { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } يقوله على الاستفهام، أي: قد فعلتم: يقوله للمشركين { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا } أي: أعدالاً تعدلونهم بالله فتعبدونهم دونه. { ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ } أي: الذي خلق الأرض في يومين.

قال: { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا } يعني فوق الأرض. والرواسي الجبال أرساها حتى لا تتحرك بكم، وجعل فيها أنهارها وأشجارها.

ذكروا عن الحسن قال: لما خلق الله الأرض جعلت تميد [فأرساها بالجبال].

قال: { وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } فأما قوله: { وَبَارَكَ فِيهَا } فهو من باب البركة، يعني ما جعل فيها من الأرزاق والأقوات، أرزاق من فيها. والقوت الرزق. وقال مجاهد: الأقوات من المطر. وقال بعضهم: أقواتها: ما يحمل من هذا البلد إلى هذا البلد، ومن هذا إلى هذا. { فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ }: أي في تتمة أربعة أيام. { سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ } أي: لمن كان سائلاً عن ذلك. وقال بعضهم: لمن يسأل الرزق وهي تقرأ على وجه آخر: { فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءٍ لِّلسَّائِلِينَ } أي: مستويات، يعني الأيام. واليوم منها ألف سنة، كقوله:وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [الحج:47]. أي: خلق الأرض في يومين، وقدر الأقوات في يومين، ثم جمع الأربعة الأيام فقال: { فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ }.