الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ } * { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } * { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا سُنَّتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكَافِرُونَ }

{ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } [يعني من السماء والأرض والخلائق وما في أنفسكم من الآيات وما سخر لكم من شيء] { فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ } أي: فأي ذلك تنكرون أنه ليس من خلقه.

قوله عز وجل: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }. كان عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار { كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأَرْضِ } أي: ما عملوا من المدائن وغيرها من آثارهم. كقوله: { ذَلِكَ مِن أَنْبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ } تراهوَمِنْهَا حَصِيدٌ } [هود:100] لا تراه. قال: { فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: من الدنيا حين جاءهم العذاب، أي: لم يغن عنهم كسبهم شيئاً.

{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ } يعني علمهم عند أنفسهم هو قولهم لن نبعث ولن نعذّب { وَحَاقَ بِهِم } أي: وجب عليهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } أي: بالنبي عليه السلام والمؤمنين، أي: وجب عليهم عقاب ما كانوا به يستهزءون، أي: فأهلكهم الله.

قال: { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي: عذابنا { قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } أي بما كنا به مصدّقين من الشرك.

قال الله عز وجل: { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي: عذابنا { سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } المشركين، أي أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم الله بالعذاب، ولا يقبل إيمانهم عند نزول العذاب. قال: { وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ } ولا خسارة هي أعظم منها إذا صاروا إلى النار.