قال: { هُوَ الْحَيُّ } أي: الذي لا يموت { فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.
قوله عز وجل: { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } يعني أوثانهم { لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }.
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } يعني خلق آدم { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } يعني نسل آدم { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ } أي: الاحتلام { ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا } يعني من يبلغ حتى يكون شيخاً { وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ } أي: من قبل أن يكون شيخاً { وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى } أي الموت { وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي: لكي تعقلوا.
قال: { هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }. قال: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ } أي: يجحدون بها { أَنَّى يُصْرَفُونَ } أي: كيف يُصرفون عنها.
{ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } أي: تسحبهم الملائكة على وجوههم. { فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ } أي: كسجر التّنّور بالحطب. [أي: توقد بهم النار].
{ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ اللَّهِ } كقوله:{ أَينَ مَا كُنتُم تعبدُونَ مِن دُونِ اللهِ هَلْ يَنصُرُونَكُم أَوْ يَنتَصِرُونَ } [الشعراء:92-93] { قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا } ينفعنا ولا يضرنا. قال الله: { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ } أي بكفرهم. ثم رجع إلى قصتهم فقال: { ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ }. والمرح والفرح واحد. وهو الأشر والبطر. أي: بما كنتم أشرين بطرين. وهؤلاء المشركون. وقال في آية أخرى:{ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الرعد:26].