الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْـمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَلاَ ٱلْمُسِيۤءُ قَلِيـلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } * { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ لآتِيَـةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

قوله: عز وجل: { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ } أي: أشد من خلق الناس، يعني شدة خلقها وكثافتها وعرضها وطولها، أي: فأنتم أيها المشركون تقرون بأن الله هو الذي خلقها وتجحدون البعث. قال عز من قائل: { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أنهم مبعوثون.

قوله: عز وجل: { وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } الأعمى: الكافر، عمي عن الهدى، والبصير: المؤمن، أبصر الهدى. { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلاَ الْمُسِيءُ } أي: المشرك { قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ } أي: أقلهم المتذكر، يعني أقلهم من يؤمن. ومن قرأها بالتاء فهو يقول: أقلكم المتذكر، أي: من يؤمن.

قوله عز وجل: { إِنَّ السَّاعَةَ } أي: القيامة { لآتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا } أي: لا شك فيها { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي: بالساعة.

قوله: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } كقوله:فَادْعُواْ اللهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّين } [غافر:14] { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [أي: صاغرين].

ذكروا عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل العبادات، " فقال دعاء المرء لنفسه. " ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المسلم من دعائه على إحدى ثلاث: إما أن يعطى مسألته، وإما أن يعطى مثلها من الخير، وإما أن يصرف عنه مثلها من الشر ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل. " [قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر، قال: الله أكثر.

الحسن بن دينار عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ذلك قال] قالوا: يا يا رسول الله كيف يستعجل؟ قال: " يقول: قد دعوت الله فما أجابني، ودعوته فما أعطاني. "

ذكروا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وإن أعجز الناس من عجز في الدعاء، وقد قال عز وجل: ادعوني أستجب لكم. "