الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَيٰقَوْمِ مَا لِيۤ أَدْعُوكُـمْ إِلَى ٱلنَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ٱلنَّارِ } * { تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلْغَفَّارِ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } * { فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً } والسيئة ها هنا الشرك { فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا } أي: النار. { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ } أي: لا يقبل الله العمل الصالح إلا من المؤمن { فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [قال السّدّي: بغير متابعة ولا منّ عليهم فيما يعطون].

{ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ } أي: إلى الإيمان بالله { وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ } أي: الكفر الذي يدخل به صاحبه النار. { تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } أي: ليس عندي علم بأن مع الله شريكاً، ولكنه وحده لا شريك له. { وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ } لمن تاب وآمن.

{ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ } أن أعبده، يعني ما تعبدون من دونه { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ } أي: ليس له دعوة يجيب العابدين به في الدنيا، ولا دعوة في الآخرة يجيبهم بها، أي: لا ينفعهم. قال: { وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ } أي: المشركين { هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ }. وقال مجاهد: هم السافكون الدماء بغير حلّها.

قال: { فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } أي: إذا صرنا إلى الله. { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ } أي: وأتوكّل عليه. { إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } أي: بأعمال العباد ومصيرهم.