الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } * { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ }

قال: { وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ } أي: جهنم، وهذا جزاء الشرك والنفاق { وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } قال: { وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } أي: هي النجاة العظيمة من النار إلى الجنة.

قوله: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ } وهم في النار { لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } أي: لمقت الله إياكم في معصيته أكبر من مقتكم أنفسكم في النار، وذلك أن أحدهم يمقت نفسه ويقول: مقتُّكِ يا نفسي. قال: { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ } أي: في الدنيا { فَتَكْفُرُونَ }.

{ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ } وهو قوله في سورة البقرة،كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } [البقرة:28] يقول: { كُنتُمْ أَمْوَاتاً } في أصلبة آبائكم نطفاً، { فَأَحْيَاكُمْ } ، يعني هذه الحياة في الدنيا، { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ } يعني بهذا موتكم { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } يعني البعث { فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }.

تفسير الحسن: إن فيها إضماراً: قال الله: [لا، ثم قال]: { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا } أي: تصدَّقوا بعبادة الأوثان.

وقال بعضهم: ليس فيها إضمار، ولكن قال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ } لأنكم كنتم { تُدْعَوْنَ } في الدنيا { إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ }.

قال: { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ } أي: لا أعلى منه { الْكَبِيرِ } أي لا أكبر منه. قوله: { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ } أي حكمه على العباد بأن أدخل المؤمنين الجنة وأدخل المشركين النار.