قوله: { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }. ذكروا عن ابن عباس أنه سئل عن قاتل المؤمن فقال: ذلك قفل ضلَّ مفتاحه. ذكروا عن ابن عباس أنه قال: إن رجلاً سأل رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان قتل، فشدّد عليه، ثم قال: هل أحد من والديك حيّ؟ قال: نعم، أمي. قال: ويلك، برها واحملها فإن دخل الابعد النار فأبعد من أبعده الله، أو كالذي قال له. ذكروا عن ابن عباس أنه قال: إن هذه الآية مدنية، والتي في البقرة مدنية ما نسختها من آية. ذكروا أن رجلاً أتى إلى ابن عباس فقال: ما تقول فيمن قتل مؤمناً؟ قال: { فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }. فقال: ما كنت تعرف:{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [طه:82] قال: وَأنى له الهدى، ثكلته أمه، والذي نفس ابن عباس بيده لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ثكلته أمه رجلاً الذي قتل مؤمناً متعمداً يجيء يوم القيامة آخذاً قاتله بيمينه، ممسكاً رأسه بيده الأخرى، تشخب أوداجه دماً في قبل العرش يقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني. وأيم الله لقد نزلت هذه الآية في عهد نبيكم وما نسختها من أية، وما نزل بعدها برهان ". ذكروا عن ابن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ".