الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } * { مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }

قال: { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ } أي على القتال، أي أخبرهم بحسن ثواب الله في الآخرة للشهداء { عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الذِينَ كَفَرُوا }. وعسى من الله واجبة. { وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } أي أشد عذاباً وأشد عقاباً. وقال بعضهم: عقوبة، وهو واحد.

قوله: { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } قال بعضهم: حظ منها. { وَمَن يَّشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا }. والكفل الاثم.

قال الحسن: الشفاعة الحسنة ما يجوز في الدين أن يُشفَع فيه، والشفاعة السيئة ما يحرم في الدين أن يشفع فيه. والكفل الوزر، وهو الذنب كقوله:وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ } [الأنعام:31]، وقوله:وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } [العنكبوت:12-13] أي: من اتبعهم على السيئة من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً.

قوله: { وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } أي مقتدراً.