الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَٰطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } * { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً }

قوله: { يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ } في نكاح الإِماء، ولم يكن أحلَّ نكاحهن لمن كان قبلكم، في تفسير مجاهد وغيره، وقال مجاهد: وفي كل شيء يكون فيه يسر.

قوله: { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً } أي لا يصبر عن النساء.

قوله: { يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالبَاطِلِ } [يعني بالظلم] ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس فلا تظلموا ".

قوله: { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ } أي تجارة حلال ليس فيها ربا.

قوله: { وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكَمْ رَحِيماً } أي لا يقتل بعضكم بعضاً ولا يقتل أحدكم نفسه.

ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً في سرية فأصابه كَلْمٌ، فأصابته عليه جنابة فصلّى ولم يغتسل؛ فعاب عليه ذلك أصحابه. فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فجاء فأخبره، فأنزل الله: { وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }.

قوله: { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً } أي وكان عذابه على الله هيّناً.

ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قتل نفسه بحديدة فهو يوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بسُمّ فهو يتجرّعه في نار جهنم خالداً مخلّداً فيها أبداً. ومن تردى، أو قال: ألقى نفسه من رأس الجبل فهو في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ".