الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

قوله: { تِلْكَ حُدُودُ اللهِ } أي: سنته وأمره في قسمة المواريث. { وَمَن يُّطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ } أي في قسمة المواريث كما أمره الله، { يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ } قد فسّرنا الفوز العظيم قبل هذا الموضع.

وقال بعضهم: تلك حدود الله التي حدّ لخلقه، وفرائضه بينهم من الميراث وقسمته، فانتهوا إليها، ولا تتعدوا ذلك إلى غيره.

قال: { وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ } في قسمة المواريث ولم يقسمها كما أمره الله، وذلك أن [المنافقين كانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان الصغار، كانوا يظهرون الإِسلام وهم على ما كانوا عليه في الشرك وكان] أهل الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان، وإنما كَانُوا يُوَرِّثُونَ من يحترف وينفع ويدفع. قوله: { وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ } أي يخالف أمره في قسمة المواريث { يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي من الهوان.

ذكر عن عبد الله بن عمر قال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى إذا كان عند موته حاف في وصيته، فجعل ذلك خاتمة عمله فأدخله النار.

وقال بعضهم: من أجنف في وصيته سلكت به في وادي ألوى تفرغ في جهنم.