قال: { إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ } أي: عن عبادتكم { وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُواْ } وتؤمنوا { يَرْضَهُ لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } أي لا يحمل أحد ذنب غيره، والذنب الوزر، وهو الحمل. كقوله:{ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ } [الأنعام:31] { ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ } أي: يوم القيامة { فيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي: بما في الصدور.
قوله: { وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ } أي: مرض { دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ } أي: دعاه بالإخلاص أن يكشف عنه { ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ } أي: عافاه من ذلك المرض. { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُواْ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ } وهو كقوله: { مَرَّ } أي: معرضاً{ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ } [يونس:12]، يعني الكافر المشرك. قال: { وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً } يعني الأوثان، عدلوها بالله فعبدوها من دونه، والنّدّ العدل. { لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ } أي: يتبعه على ذلك غيره { قُلْ } أي: قل يا محمد للمشرك { تَمَتَّعْ } في الدنيا { بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } أي: إن بقاءك في الدنيا قليل { إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ }.