قوله: { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } أي: من الذهب والفضة { وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ } أي: من شدة العذاب { يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لم يقبل منهم { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } أي: لم يكونوا يحتسبون أنهم مبعوثون ومعذبون. قال: { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي: ما عملوا { وَحَاقَ بِهِم } أي: وجب عليهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } أي: يسخرون في دار الدنيا بالنبي والمؤمنين فحاق بهم، أي: فأخذهم جزاء ذلك الاستهزاء، وهي جهنم بعد عذاب الدنيا. قوله: { فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ } أي: مرض. { دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا } أي أعطيناه عافية. فهذا الكافر { قَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } [تفسير مجاهد: يقول: هذا بعملي] كقوله:{ وَلَئِن أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي } [فصلت:50] أي: أنا محقوق بهذا. قال الله: { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } أي: بلية { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني جماعة الكافرين. قال: { قَدْ قَالَهَا } يعني هذه الكلمة { الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل مشركي العرب { فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: من أموالهم وجنودهم إذا نزل بهم عذاب الله، أي: إنهم لم تغن عنهم شيئاً. قال: { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي: نزل بهم جزاء أعمالهم. يعني الذين أهلك من الأمم. { وَالَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: أشركوا { مِنْ هَؤُلاَء } يعني من هذه الأمة { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } يعني الذين تقوم عليهم الساعة من كفار آخر هذه الأمة؛ وقد أهلك أوائلهم أبا جهل وأصحابه بالسيف يوم بدر. قال: { وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي: وما هم بالذين يسبقوننا حتى لا نقدر عليهم فنبعثهم ثم نعذبهم.