الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ }

قوله: { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } أي: من الذهب والفضة { وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ } أي: من شدة العذاب { يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لم يقبل منهم { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } أي: لم يكونوا يحتسبون أنهم مبعوثون ومعذبون.

قال: { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي: ما عملوا { وَحَاقَ بِهِم } أي: وجب عليهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } أي: يسخرون في دار الدنيا بالنبي والمؤمنين فحاق بهم، أي: فأخذهم جزاء ذلك الاستهزاء، وهي جهنم بعد عذاب الدنيا.

قوله: { فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ } أي: مرض. { دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا } أي أعطيناه عافية. فهذا الكافر { قَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } [تفسير مجاهد: يقول: هذا بعملي] كقوله:وَلَئِن أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي } [فصلت:50] أي: أنا محقوق بهذا. قال الله: { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } أي: بلية { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني جماعة الكافرين.

قال: { قَدْ قَالَهَا } يعني هذه الكلمة { الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: من قبل مشركي العرب { فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: من أموالهم وجنودهم إذا نزل بهم عذاب الله، أي: إنهم لم تغن عنهم شيئاً.

قال: { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي: نزل بهم جزاء أعمالهم. يعني الذين أهلك من الأمم. { وَالَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: أشركوا { مِنْ هَؤُلاَء } يعني من هذه الأمة { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } يعني الذين تقوم عليهم الساعة من كفار آخر هذه الأمة؛ وقد أهلك أوائلهم أبا جهل وأصحابه بالسيف يوم بدر. قال: { وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي: وما هم بالذين يسبقوننا حتى لا نقدر عليهم فنبعثهم ثم نعذبهم.