قوله: { لَّوْ أَرَادَ اللهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَى } أي لاختار { مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَانَهُ } ينزّه نفسه أن يكون له ولد { هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ القَهَّارُ } الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك. والقهار الذي قهر العباد بالموت وبما شاء من أمره. { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } أي: للبعث والحساب والجنة والنار. { يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى الَّيْلِ } أي: يختلفون. وبعضهم يقول: هو مثل قوله:{ يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ } [الحديد:6]، يعني أخذ كل واحد منهما من صاحبه. { وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأِجَلٍ مُّسَمًّى } أي: إلى يوم القيامة. { أَلاَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } العزيز في أمره، الغفار لمن تاب وآمن. قال: { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } يعني آدم { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني حواء، خلقت من ضلع من أضلاعه، وهي القصيرى من جنبه الأيسر. ذكروا عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإنك إن ترد أن تقيمها تكسرها، فدارها تعش بها. { وَأَنزَلَ لَكُم } أي: وخلق لكم { مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } أي: أصناف الواحد منها زوج. ذكروا عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الأزواج الثمانية التي ذكرت في سورة الأنعام:{ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ } يعني الذكر والأنثى.{ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ }{ وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ } [الأنعام:143-144]. { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } [يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم يكسى العظم اللحم ثم الشعر ثم ينفخ فيه الروح] { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } أي: البطن والمشيمة والرحم. قال: { ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } خالق هذه الأشياء التي وصفهن؛ من قوله: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ } إلى هذا الموضع: { لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } { فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } أي: فكيف تصرفون عقولكم. أي: أين يذهب بكم فتعبدون غيره وأنتم تعلمون أنه خلقكم وخلق هذه الأشياء. وتصرفون عقولكم وتصدقون وتوفكون واحد.