قال: { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُم أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم } أي ثوابهم { بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي: يجزيهم الجنة.
قوله: { أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني محمداً، يكفيه المشركين حتى لا يصلوا إليه، كقوله:{ واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [المائدة:67] حتى تبلّغ عن الله رسالته. { وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان { وَمَن يُضْلِلِِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي: يهديه. { وَمَن يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ } أي: لا يستطيع أحد أن يضله { أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ } أي: من أعدائه، وهذا على الاستفهام، أي: بلى، وهو شديد الانتقام، ذو انتقام.
قوله: { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني المشركين { مِّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أفَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني أوثانهم { إِن أَرَادَنِي اللهُ بِضُرٍّ } أي: بمرض { هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ } أي بعافية { هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ } أي: لا يقدرون أن يكشفن ضراً ولا يمسكن رحمة. فكيف تعبدون الأوثان من دونه وأنتم تعلمون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض { قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } أي: لا رجاء غيره للصالحين.
قوله: { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على ناحيتكم، أي: على شرككم { إِنِّي عَامِلٌ } على ما أنا عليه من الهدى { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }. وهذا وعيد هوله شديد. قوله: { مَن يَأتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يعني عذاب الاستئصال كما أهلك من كان قبلكم بتكذيبهم رسلهم. { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } أي: في الآخرة.
قوله: { إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ } يا محمد { الْكِتَابَ } أي القرآن { لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي: على نفسه { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي بحفيظ لأعمالهم حتى تجازيهم بها، إن الله هو الذي يجازيهم بها.