الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِـيجُ فَـتَرَاهُ مُصْفَـرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

قوله: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ } والينابيع العيون. { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أََلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } كقوله:إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَآءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ } .. إلى آخر الآية [يونس:24]. قال: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لأِوْلِي الأَلْبَابِ } أي: لذوي العقول، وهم المؤمنون، يتذكّرون فيعلمون أن ما في الدنيا ذاهب.

قال: { أََفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ } أي: وسّع. كقوله:فَمَن يُّرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ } [الأنعام:125] قال: { فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } أي: ذلك النور في قلبه. { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } أي الغليظة { مِّن ذِكْرِ اللهِ أُولَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي: عن الهدى. أي: إن الذي شرح الله صدره للهدى فهو على نور من ربه، ليس كالقاسي قلبه، يعني المشرك، الذي هو في ضلال مبين، أي عن الهدى، أي بيّن الضلالة. وهذا على الاستفهام، يقول: هل يستويان، أي: إنهما لا يستويان.

قوله: { اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ } يعني القرآن { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً } أي: يشبه بعضه بعضاً في نوره وعدله وصدقه { مَّثَانِيَ } أي يثني الله فيه القصص أي: يذكر الجنة في هذه الصورة، ثم يذكرها في غيرها من السور. وهذا تفسير الحسن. وقال بعضهم: يذكر الآية في هذه السورة ثم يذكرها في الأخرى.

{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } أي: إذا ذكروا وعيد الله وما أعدّ. قال: { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ } أي: إذا ذكروا أعمالهم الصالحات لانت جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، أي إلى وعد الله الذي وعدهم.

قال: { ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي: يهديه.