الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { قُلْ يٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } * { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

قوله: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ } أي: قائم في الصلاة { ءَانَآءَ الَّيْلِ } أي: ساعات الليل { سَاجِداً وَّقَآئِماً } قال بعضهم: هو الذي { يَحْذَرُ الأَخِرَةَ } أي: يخاف عذابها { وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ } أي: الجنة. يقول: أمَن هو قانت كالذي جعل لله أنداداً يعبد الأوثان دونه، أي: ليس مثلَه.

قوله: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي: هل يستوي هذا المؤمن، الذي علم أنه مُلاق ربه، الذي يقوم آناء الليل، وهذا المشرك الذي جعل لله أنداداً، أي: إنهما لا يستويان. [ { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } أي: إنما يقبل التذكرة { أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } أي: أصحاب العقول، وهم المؤمنون].

قوله: { قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ } ثم قال: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } أي آمنوا { فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ } أي: ما أعطاهم الله من الخير في الدنيا، يعني ما أعطاهم فيها من طاعة حسنة، وفي الآخرة من الجنة. { وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ } هو كقوله:يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } [العنكبوت:56] في الأرض التي أمرتكم أن تهاجروا إليها.

قال: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ } أي الذين صبروا على طاعة الله وعن معصيته. { أَجْرَهُم } يعني الجنة { بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي: لا حساب عليهم في الجنة. كقوله:يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر:40].

قوله: { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَن أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لأَنْ اَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ } أي: من هذه الأمة.

قوله: { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصِيْتُ رَبِّي } [بمتابعتكم على ما تدعونني إليه من عبادة الأوثان] { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } أي جهنم.