الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } * { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } * { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } * { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } * { هَـٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } * { جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } * { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ }

قوله: { وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ } يقول للنبي عليه السلام: واذكر عبادنا { إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ } قال بعضهم: { أُوْلِي الأَيْدِي } ، أولي القوة في أمر الله، { والأَبْصَارِ } ، أي في كتاب الله. وقال الحسن: { أُوْلِي الأَيْدِي } أي: أولي القوة في عبادة الله.

قال الله: { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ } أي: الدار الآخرة. والذكرى الجنة. { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ } أي: المختارين؛ اختارهم الله للنبوّة، وقال الكلبي: اصطفاهم بذِكرِ الآخرة واختصّهم بها.

قوله: { وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأَخْيَارِ }. ذكروا عن أبي موسى الأشعري أنه قال: إن ذا الكفل لم يكن نبياً، ولكنه كان عبداً صالحاً تكفّل بنبي عند موته كان يصلي لله مائة صلاة، فأحسن الله عليه الثناء. وقال مجاهد: إن ذا الكفل كان رجلاً صالحاً ليس بنبي، تكفل لنبي بأن يكفل له أمر قومه فيقيمه له ويقضي بينهم بالعدل.

قوله: { هَذَا ذِكْرٌ } يعني القرآن { وَإنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } أي: لحسن مرجع. { جَنَّاتِ عَدْنٍ } ، وهي ريح الجنة سببه الخيار إليها. { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ } [أي: منها]. ذكر بعضهم: أن مصراعي الجنة ذهب، بين المصراعين أربعون عاماً.

{ مُتَّكِئِينَ فِيهَا } أي: على السرر، وفيها إضمار. { يَدْعُونَ فِيهَا } أي: في الجنة { بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ }. أي: بفاكهة لا تنقطع عنهم { وَشَرَابٍ } أي: أنهار تجري بما اشتهوا.