الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ } * { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } * { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ }

{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }. قوله: { صۤ }. قال بعضهم: يعني صادق كقوله:كۤهيعۤصۤ } [مريم: 1] أي: كاف، هاد، عالم، صادق. { وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } أي: الذكر فيه، والذكر: البيان.

{ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ }. وهذا قسم. أي: { وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } أي: في تعزّز وفراق للنبي عليه السلام وما جاء به. وقال بعضهم: (وَشِقَاقٍ) أي: اختلاف.

قال: { كَمْ أهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم } أي: من قبل قومك يا محمد { مِّن قَرْنٍ } أي: من أمة { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } أي: فكذّبوا رسلهم فجاءهم العذاب، فنادوا بالتوبة وبأنقَالُواْ يَا وَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [الأنبياء: 14] وفرّوا من قريتهم.

وهو كقوله: { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ آمَنَّا باللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } قال الله:فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } [غافر: 85] أي عذابنا. وكقوله:وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً } أي: مشركةوَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأَسَنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } أي: يفرّون.لاَ تَرْكُضُواْ } يقول: لا تفرّواوَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِقْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } أي: من دنياكم. يستهزئ بهم، أي: لا يكون ذلك. يقول:قَالُواْ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [الأنبياء: 11-14].

قال: { فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } أي: ليس حين فرار ولا حين تقبل التوبة [فيه]. ذكروا عن أبي إسحاق الهمداني عن رجل من بني تميم قال: سألت ابن عباس عن قوله: { وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال: الحين ليس بنَزْوٍ ولا فرار.