قوله: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ } [يعني فيستزلّك الهوى عن طاعة الله في الحكم، وذلك من غير كفر] { إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } أي: أعرضوا عن يوم الحساب، لم يؤمنوا به.
قوله: { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً } أي: ما خلقناهما إلا للبعث والحساب والجنة والنار. وذلك أن المشركين قالوا إن الله خلق هذه الأشياء لغير بعث، كقوله تعالى:{ وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [الأنعام: 29] فقال الله:{ أَفَحَسِبْتُم أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115].
قال الله: { ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: أنهم لا يبعثون، وأن الله خلق هذه الأشياء باطلاً.
قال: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } أي: كالمشركين في الآخرة. أي: لا نفعل.