{ إِن كُلٌّ } يعني من أهلك ممن مضى من الأمم السالفة { إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } يعني عقوبته إِياهم بالعذاب. قال: { وَمَا يَنظُرُ هَؤُلآءِ } يعني كفار آخر هذه الأمة { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } يعني النفخة الأولى بها يكون هلاكهم { مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ } أي: رجوع إِلى الدنيا، أي: ما لها من انقطاع، أي: دون أن تكون. وقال مجاهد: ما لها من رجوع. وقال الحسن: من رجعة. وقال الكلبي: ما لها من نَظِرَة، أي: من تأخير. { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الحِسَابِ } وذلك منهم استهزاء وتكذيب، لا يقرون بيوم الحساب، ولا بأن العذاب يأتيهم في الدنيا. تفسير الحسن ومجاهد: { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } أي: عجّل لنا عذابنا. وقال الحسن هو قوله:{ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [العنكبوت: 29] وكقولهم:{ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32]. وتفسير الكلبي: قالوا ذلك حين ذكر الله في كتابه:{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ... وَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } [الحاقة: 19 و25] والقِطّ: الصحيفة التي فيها الكتاب. أي عجّل لنا كتابنا الذي يقول محمد حتى نعلم أبيميننا نأخذ كتابنا أم بشمالنا، اي: إنكاراً لذلك واستهزاء. قال الله: { اصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيْدِ } أي: ذا القوة في أمر الله في تفسير بعضهم. وقال الحسن: ذا قوة في العبادة. { إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي: مسبّح في تفسير مجاهد. وقال الكلبي: راجع منيب، أي: راجع تائب.