الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } * { وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } * { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ } * { دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } * { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ }

قوله تعالى: { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظاً } أي: وجعلناها، أي: الكواكب، حفظاً للسماء. { مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ } أي: مرد على المعصية، أي: اجترأ على المعصية، وهم سراة إبليس.

{ لاَّ يَسَّمَّعُونَ } أي: لئلا يسمعوا { إِلَى المَلإِ الأَعْلَى } يعني الملائكة في السماء، وكانوا يسمعون قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أخباراً من أخبار السماء. أما الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه، وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع، فلما بعث النبي عليه السلام مُنِعوا من تلك المقاعد. قال: { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ } أي: ويرمون { مِن كُلِّ جَانِبٍ } أي: من كل مكان { دُحُوراً } أي: طرداً، يطردون عن السماء.

ذكروا عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ما نرى نجماً يُرمى به، فبينما نحن ذات ليلة إذا النجوم قد رُمي بها، فقلنا: ما هذا إلا أمر حدث؛ فجاءنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث، فأنزل الله في سورة الجن:وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } [الجن: 9].

قوله: { وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ } أي: دائم. { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } رجع إلى الكلام الأول: { لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلإِ الأَعْلَى } إلا من خطف الخطفة، أي: استمع الاستماعة كقوله:إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } [الحجر: 18] قال: { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } أي: مضى.

ذكروا عن بعضهم قال: ثقوبه ضوءه. ذكروا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتواروا فإنه لا يخطئ، وهو يحرق ما أصاب ولا يقتل. وتفسير الحسن: إنه يقتله في أسرع من الطرف.

ذكروا عن محمد بن سيرين عن رجل قال: كنا مع أبي قتادة على سطح فانقض كوكب فنهانا أبو قتادة أن نتبعه أبصارنا.

ذكروا عن عمرو قال: سأل حفص الحسن: أأتبع بصري الكوكبَ فقال: قال الله:وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ } [الملك: 5] وقال:أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [الأعراف: 185] كيف نعلم إذا لم ننظر إليه. لأتبعنَّه بصري.