الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } * { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَاطِينِ } * { فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } * { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } * { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ آبَآءَهُمْ ضَآلِّينَ } * { فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } * { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنذَرِينَ }

قوله: { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ } قال بعضهم: بلغنا أنها في الباب السادس، وأنها لتَحيَا بلهيب النار كما يحيا شجركم ببرد الماء. قال: فلا بد لأهل النار من أن ينحدروا إليها، يعني من كان فوقها، فيأكلوا منها.

قوله: { طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ } أي: ثمرتها كأنها رؤوس الشياطين؛ يقبّحها بذلك. وقال بعضهم: رؤوس الثعابين، يعني الحيات.

قال: { فَإِنَّهُمْ لأَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } قال: { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ } أي: لمزاجاً من حميم، وهو الماء الحار، فيقطع أمعاءهم. كقوله:وَسُقُوا مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ } [محمد عليه السلام: 15]. والحميم الحار الذي لا يستطاع من حره. قال: { ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ } كقوله:يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ } [الرحمن: 44] أي: قد انتهى حرّه.

قال: { إِنَّهُمْ أَلْفَوْا ءَابَاءَهُمْ ضَآلِّينَ } أي: وجدوا، أدركوا آباءهم ضالّين { فَهُمْ عَلَى ءَاثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } أي: يسعون، والإِهراع الإِسراع. قال مجاهد: كهيئة لهرولة.

قوله: { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ } أي: قبل مشركي العرب { أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ } كقوله:كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ } [الروم: 42]. قال: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ } أي: في الذين مضوا قبلهم، منذرين، يعني الرسل، أي: فكذبوهم. { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنذَرِينَ } أي: الذين أنذرتهم الرسل فكذّبوهم، أي: كانت عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيَّرَهم إلى النار.