الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } * { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ } * { وَإِذَا ذُكِّرُواْ لاَ يَذْكُرُونَ } * { وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ }

قوله عز وجل: { فَاسْتَفْتِهِمْ } يعني المشركين { أَهُم أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } يعني السماء في تفسير مجاهد. وقال الحسن: أم السماء والأرض. وقال في آية أخرى:ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَآ } [النازعات: 27-30] وقال:لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ } [غافر: 57] يقول: فاسألهم، على الاستفهام، أي: فحاجّهم بذلك،ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ } [النازعات: 27]؛ في قول مجاهد. وفي قول الحسن: أم السماء والأرض. أي: إنهما أشد خلقاً منهم.

قوله: { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } واللازب: الذي يلصق باليد، في تفسير بعضهم. واللاصق واللازق واحد. وهي لغة. وقال مجاهد: لازب أي: لازم، وهو واحد. وهو الطين الحرّ في تفسير بعضهم، يعني خلق آدم. وكان أول خلقه تراباً، ثم كان طيناً. قال:هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } [غافر: 67]، وقال:مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } [الرحمن: 14]، وهو التراب اليابس الذي يسمع له صلصلة. وقال: { مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } وقال:مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر:26، 28،33] يعني الطين المنتن.

قوله: { بَلْ عَجِبْتَ } يا محمد أن أعطيت هذا القرآن { وَيَسْخَرُونَ } هم، يعني المشركين. { وَإِذَا ذُكِّرُوا } أي: بالقرآن { لاَ يَذْكُرُونَ } قال: { وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً } أي: وإذا تليت عليهم آية { يَسْتَسْخِرُونَ } أي: من السخرية.