الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَسْفَلِينَ } * { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ } * { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ } * { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } * { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ }

قال: { فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً } أي: بحرقهم إياه { فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ } أي: في النار.

{ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي } أي: متوجه إلى ربي بعبادتي ووجهي { سَيَهْدِينِ } أي: الطريق، يعني الهجرة؛ هاجر من أرض العراق إلى أرض الشام.

ذكروا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ستكون هجرة لخيار أهل الأرض إلى مهاجَر إبراهيم حتى لا يبقى على ظهرها إلا شرار خلقها، فتلفِظهم أرضوهم ويقذَرهم الله وتحشرهم النارُ مع القردة والخنازير ".

قوله { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } قال الله: { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } تفسير مجاهد: أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشّدّ. وتفسير الحسن: بلغ معه سعي العمل، يعني قيام الحجة. وقال بعضهم سعي المشي.

{ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }.

قال الله: { فَلَمَّآ أَسْلَمَا } [أي: استسلما لأمر الله]: أسلم إبراهيمُ نفسَه لله ليذبح ابنَه، وأسلم ابنُه وجهه لله ليذبحه أبوه. { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } قال بعضهم: وكبّه للقبلة ليذبحه. وتفسير الحسن: أضجعه ليذبحه وأخذ الشفرة.

ذكروا عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال: عند الجمرة الوسطى تَلَّه للجبين؛ وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال: يا أبت، إنه ليس لي ثوب تكفّنني فيه غير هذا، فاخلعه عني حتى تكفنني فيه.