قوله: { وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ المَشْحُونِ } يعني نوحاً وبنيه الثلاثة: سام وحام ويافث؛ منهم ذرية الخلق بعدما غرق قوم نوح. والمشحون: الموقَر بحمله مما حمل نوح معه في السفينة. قال: { وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ } أي: من مثل الفلك { مَا يَرْكَبُونَ } يعني الإِبل. ويقال: إنها سُفُن البَرّ. وقال في آية أخرى:{ وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } [الزخرف: 12]. قال: { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ } أي: فلا مغيث لهم { وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ } أي: من العذاب { إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ } أي: إلى يوم القيامة، ولم نهلكهم بعذاب الاستئصال، وسيهلك كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى.