{ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ } أي: يزيد وينقص، وفي تفسير الكلبي: يجري في منازله. قال الحسن: لا يطلع ولا يغيب إلا في زيادة ونقصان. { حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } أي: كعذق النخلة اليابس، يعني إذا كان هلالاً. قوله: { لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ } أي: لا يجتمع ضوءهما، في قول مجاهد، يقول: ضوء الشمس بالنهار، وضوء القمر بالليل لا ينبغي لهما أن يجتمع ضوءهما. وفي تفسير الكلبي: لا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل فتكون مع القمر في سلطانه. وقال الحسن: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ليلة الهلال خاصة؛ لا يجتمعان في السماء، وقد يُرَيان جميعاً ويجتمعان في غير ليلة الهلال؛ وهو كقوله:{ وَالقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } [الشمس: 2] أي: إذا تبعها ليلة الهلال. ذكروا عن بعض أهل التفسير قال: { وَالقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } أي: يتلوها صبيحة الهلال. وبعضهم يقول: { لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ } أي: صبيحة ليلة البدر، أي: يبادر فيغيب قبل طلوعها. قال: { وَلاَ الّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ } أي: يأتي عليه النهار فيذهبه. كقوله:{ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً } [الأعراف: 54]. ذكروا أن أناساً من اليهود قالوا لعمر بن الخطاب: تقولون: جنة عرضها السماوات والأرض، فأين تكون النار؟ فقال: أرأيت إذا جاء النهار أين يكون الليل، وإذا جاء الليل أين يكون النهار. يفعل الله ما يشاء. قوله تعالى: { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } أي: الشمس والقمر، بالليل والنهار يَسبَحون، أي: يدورون، في تفسير مجاهد، كما يدور فلك المغزل. وقال الحسن: الفلك طاحونة مستديرة كفلكة المغزل بين السماء و الأرض، تجري فيها الشمس والقمر والنجوم، وليست بملتصقة بالسماء، ولو كانت ملتصقة ما جرت. وقال الكلبي: { يَسْبَحُونَ } أي: يجرون. وذكر بعضهم فقال: إن السماء خلقت مثل القبّة، وإن الشمس والقمر والنجوم ليس منها شيء ملتزق بالسماء، وإنما تجري في فلك دون السماء.