الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ }

قال: { وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } يعزّيه بذلك ويأمره بالصبر.

ذكروا عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما أصاب أحداً من هذه الأمة من الجهد في الله ما أصابني " قال: { وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } أي: إليه مصيرها يوم القيامة.

قوله تعالى: { يَآأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } أي: ما وعد الله من الثواب والعقاب { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرُورُ } وهو الشيطان.

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ } يدعوكم إلى معصية الله { فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ } أي: أصحابه الذين أضل { لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي: يوسوس إليهم بعبادة الأوثان ليكونوا من أصحاب السعير، فأطاعوه. والسعير اسم من أسماء جهنم، وهو الرابع.

قال: { الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: جهنم، قال: { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي: لذنوبهم { وَأَجْرٌ } أي: ثواب { كَبِيرٌ } أي: الجنة.

قال: { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً } أي: كمن آمن وعمل صالحاً. أي: لا يستويان. وهذا على الاستفهام، وفيه إضمار. قال: { فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ } أي: على المشركين { حَسَرَاتٍ } أي: لا تتحسر عليهم إذا لم يؤمنوا؛ كقوله:وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } [النحل: 127] قال: { إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }.

قوله: { وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ } أي: فسقنا الماء في السحاب { إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ } أي: ليس فيه نبات، أي: إلى أرض ميتة ليس فيها نبات. لما قال: { إِلَى بَلَدٍ } قال: { مَيِّتٍ } لأن البلد مذكر، والمعنى على الأرض، وهي مؤنثة. قال: { فَأَحْيَيْنَا بِهِ } أي: بالمطر { الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي: بعد أن كانت يابسة ليس فيها نبات. { كَذَلِكَ النُّشُورُ } أي: هكذا يحيون بعد الموت بالماء يوم القيامة؛ أي: يرسل الله المطر فيها كمني الرجال فتنبت به جسمانهم ولحمانهم كما تنبت الأرض من الثرى. ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه، فينطلق كل روح إلى جسده حتى يدخل فيه، ثم يقومون فيجيبون إجابة رجل واحد قياماً لرب العالمين. ذكر بعضهم قال: إن الحساب يكون عند الصخرة إلى بيت المقدس.