قوله: { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي: بلى، قد ساروا، وليتفكروا فيما أهلك الله به الأمم فليحذروا أن ينزل بهم ما نزل بهم. وكان عاقبة الذين من قبلهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار. قال: { وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ } أي: ليسبقه { مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ } أي: حتى لا يقدر عليه { إِنَّه كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }. قوله: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا } أي: بما عملوا { مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } يقول: يحبس عنهم المطر، فهلك ما في الأرض من دابّة. { وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ } يعني المشركين { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } أي: الساعة التي يكون بها هلاك آخر كفّار هذه الأمة { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } أي: الساعة { فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } لا تخفى عنه منهم خافية، أي: لا يكذب صادقاً، ولا يصدّق كاذباً ولا يقضي بباطل، سبحانه وتعالى.