الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } * { قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } * { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }

قوله: { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم } أي: على القرآن { مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ } كقوله:قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ } [سورة ص: 86] وأشباه ذلك. { إِنْ أجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي: شاهد على كل شيء.

قوله: { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ } أي: ينزل الوحي { عَلاَّمُ الغُيُوبِ } أي: غيب السماوات والأرض؛ غيب السماء ما ينزل منها من المطرَ وغيره، وغيب الأرض ما يخرج منها من النبات وغيره.

قوله: { قُلْ جَآءَ الْحَقُّ } أي: القرآن { وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ }. قال بعضهم: الباطل إبليس، أي: وما يخلق إبليس أحداً ولا يبعثه.

قوله: { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِى إِلَىَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } أي فأنتم الضالون وأنا على الهدى. وهو كقوله:وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [سبأ: 24]. وقد فسّرناه قبل هذا.

قوله: { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ } تفسير عمرو عن الحسن: { إِذْ فَزِعُوا } يعني النفخة الأولى التي يميت الله بها كفار هذه الأمة { فَلاَ فَوْتَ } أي: لا يفوت أحد منهم دون أن يهلك بالعذاب. { وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } أي: النفخة الآخرة. قال الحسن: وأي شيء أقرب من أن كانوا في بطن الأرض فإذا هم على ظهرها. وبعضهم يقول: { وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } أي: من تحت أرجلهم.