الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَلاَ بِٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ أَنَحْنُ صَدَدنَاكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ }

قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ } أي: لن نصدّق بهذا القرآن { وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } يعنون التوراة والإِنجيل لأن الله أمر المؤمنين أن يصدّقوا بالقرآن وبالتوراة والإِنجيل أنها من عند الله ولا يُعمَل بما فيهما إلا ما وافق القرآن.

قال بعضهم: وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل في القرآ ن شيء مما ذكر في التوراة والإِنجيل عَمِل به، فإِذا نزل في القرآن ما ينسخه تركه. وقد نزل في القرآن شيء مما في التوراة والإِنجيل ولم ينسخ في القرآن، مثل قوله { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ } أي: في التوراةأَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ... } إلى آخر الآية [المائدة: 45] فنحن نعمل بها لأنها لم تنسخ. فجحد مشركو العرب القرآن والتوراة والإِنجيل في قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ }.

وقال الحسن: قد كان كتاب موسى حجة على مشركي العرب فقالوا:لَوْلآ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى } قال الله:أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } يعنون موسى ومحمداً؛ وقال سعيد بن جبير: يعنون موسى وهارون.وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } قال الله: { قُلْ } يا محمدفَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [القصص: 48-49].

قوله تعالى: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ } أي: المشركون { مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ } أي: يوم القيامة { يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } وهم السفلة { لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا } وهم الرؤساء والقادة في الشرك { لَوْلآ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ }.

{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } وهم الأتباع { أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ } على الاستفهام { عَنِ الهُدَى } أي: عن الإِيمان { بَعْدَ إِذْ جَآءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين.