قوله تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: قل للمشركين. ثم قال: { قُلِ اللهُ وَإِنَّآ أوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [أي: إن الفريقين نحن وأنتم لعلى هدى أو في ضلال مبين] وهي كلمة مقولة عربية. هي كقول الرجل لصاحبه: إن أحدنا لصادق، يعني نفسه، وكقوله: إنَّ أحدنا لكاذب، يعني صاحبه، وكان هذا بمكة وأمر المسلمين يومئذ ضعيف.
قوله تعالى: { قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } هو كقوله:{ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِىءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } [هود: 35] وكقوله:{ وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [يونس: 41].
قوله: { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا } أي: يوم القيامة { ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ } أي: يقضي بيننا بالحق { وَهُوَ الْفَتَّاحُ } أي: القاضي { العَلِيمُ } فلا أعلم منه.