{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } قوله: { الْحَمْدُ لِلَّهِ } حمد نفسه، وهو أهل الحمد. { الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الأَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ } أي: في أمره، أحكم كل شيء { الخَبِيرُ } بخلقه. { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ } أي: ما يدخل { فِي الأَرْضِ } من المطر { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } أي: من النبات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ } أي من المطر وغير ذلك { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } أي: وما يصعد فيها، أي: ما تصعد به الملائكة { وَهُوَ الرَّحِيمُ } أي: بخلقه { الغَفُورُ } أي: لمن تاب وآمن. قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَأْتِينَا السَّاعَةُ } أي: القيامة. { قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ } من قرأها بالرفع رجع إلى قوله: وهو الرحيم الغفور عالمُ الغيب. ومن قرأها بالرفع رجع إلى قوله: وهو الرحيم الغفور عالمُ الغيب. ومن قرأها بالجر { عَالِمِ الغَيْبِ } فهو يقول: قل بلى وربي عالم الغيب. وفيها تقديم. وهي تقرأ على وجه آخر: علاَّم الغيب، وإنما هو كقولك فاعل وفعّال. والغيب، في تفسير الحسن في هذا الموضع: ما لم يكن. قال: لتأتيَنَّكم الساعة. قال: { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } أي: وزن، أي: لا يغيب عنه علم ذلك، أي: ليعلم ابن آدم أن عمله الذي عليه الثواب والعقاب لا يغيب عن الله منه مثقال ذرة. { فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } وقد فسَّرنا ذلك في حديث ابن عباس: إن أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب. قال: ربّ، وما أكتب؟ قال: ما هو كائن، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس، فيجدونه على ما في الكتاب الأول.