الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ ٱلْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ٱلْغَيْبَ مَا لَبِثُواْ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ }

قال: { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ } أي: فلما أنزلنا عليه الموت { مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَآبَّةُ الأَرْضِ } وهي الأرضة { تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ } والمنساة: العصا، وهي بالحبشية.

قال بعضهم: مكث سليمان حولاً وهو متكئ على عصاه، لا يرى الإِنس والجن إلا أنه حي على حاله الأولى لتعظم الآية، بمنزلة ما أذهب الله من عملهم تلك الأربعين الليلة التي غاب فيها سليمان عن ملكه حيث خلفه ذلك الشيطان في ملكه. فكان موته فجأة وهو متكئ على عصاه حولاً لا يعلمون أنه مات. وذلك أن الشياطين كانت تزعم للإِنس أنهم يعلمون الغيب فكانوا يعملون له حولاً لا يعلمون أنه مات.

قوله تعالى: { فَلَمَّا خَرَّ } سليمان { تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ } للإِنس { أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } [في تلك السخرة، في تلك الأعمال في السلاسل، تبيّن للإِنس أن الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين] أي: العذاب الذي لهم فيه الهوان.