الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } * { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً }

{ وَقَالُوا رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا } وهي تقرأ على وجه آخر: { سَادَتِنَا } والسادة جماعة واحدة، والسادات جماعة الجماعة. { وَكُبَرَآءَنَا } أي: في الضلالة { فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ }.

{ رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً }. وكل شيء في القرآن يذكر فيه شيء من كلام أهل النار فهو قبل أن يقول الله لهم:اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون: 108]. وقد فسّرنا متى يقال لهم ذلك في غير هذا الموضع.

قوله تعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللهِ وَجِيهاً }.

ذكروا عن أنس بن مالك أنه قال: كانت بنو إسرائيل تقول: إن النبي موسى كان آدر. قال: وكان موسى إذا دخل الماء ليغتسل وضع ثوبه على صخرة. قال: فدخل يوماً الماء فوضع ثوبه على صخرة فتدهدهت، فخرج يتبعها ويقول: ثوبي، ثوبي. فمر بملأ من بني إسرائيل فرأوه عرياناً فبرأه الله مما قالوا.

{ وَكَانَ عِندَ اللهِ وَجِيهاً } أي: بالرسالة والطاعة. وقد قال بعض أهل التأويل في قوله: { ءَاذَوْا مُوسَى } إنما آذوه بالتكذيب والجحود لما جاء به. وهذا أحب الأقاويل إلى الفقهاء.