{ وَقَالُوا رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا } وهي تقرأ على وجه آخر: { سَادَتِنَا } والسادة جماعة واحدة، والسادات جماعة الجماعة. { وَكُبَرَآءَنَا } أي: في الضلالة { فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ }. { رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً }. وكل شيء في القرآن يذكر فيه شيء من كلام أهل النار فهو قبل أن يقول الله لهم:{ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [المؤمنون: 108]. وقد فسّرنا متى يقال لهم ذلك في غير هذا الموضع. قوله تعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللهِ وَجِيهاً }. ذكروا عن أنس بن مالك أنه قال: كانت بنو إسرائيل تقول: إن النبي موسى كان آدر. قال: وكان موسى إذا دخل الماء ليغتسل وضع ثوبه على صخرة. قال: فدخل يوماً الماء فوضع ثوبه على صخرة فتدهدهت، فخرج يتبعها ويقول: ثوبي، ثوبي. فمر بملأ من بني إسرائيل فرأوه عرياناً فبرأه الله مما قالوا. { وَكَانَ عِندَ اللهِ وَجِيهاً } أي: بالرسالة والطاعة. وقد قال بعض أهل التأويل في قوله: { ءَاذَوْا مُوسَى } إنما آذوه بالتكذيب والجحود لما جاء به. وهذا أحب الأقاويل إلى الفقهاء.