الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِيۤ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ وَمَنِ ٱبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَآ آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قلُوبِكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }

قوله: { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ } تفسير الحسن: { تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ } أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر المرأة للتزويج ثم يرجيها، أي: يتركها فلا يتزوّجها. قال: { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ } أي: يتزوَّج من يشاء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر امرأة ليتزوّجها لم يكن لأحد أن يعرّض بذكرها حتى يتزوّجها رسول الله أو يتركها. قوله: { وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ } يقول: ليس عليك لهن قسمة، ومن ابتغيت من نسائك للحاجة ممن عزلت ولم تُرِد منها الحاجة { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ }.

قال: { ذَلِكَ أَدْنَى } أي: أجدر { أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ } أي: إذا علمن أنه من قبل الله { وَلاَ يَحْزَنَّ } على أن تخص واحدة منهن دون الأخرى { وَيَرْضَيْنَ بِمَآ ءَاتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ } أي: من الخاصة التي تخصّ منهن لحاجتك. وهذا تفسير الحسن.

وتفسير الكلبي: { تُرْجِي مِن تَشَآءُ مِنْهُنَّ } يعني من اللائي أحلّ له، إن شاء لم يتزوّج منهن { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَآءُ } أي: تتزوّج منهن من تشاء، { وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ } يعني نساءه اللائي عنده يومئذ، يعني التسع، { وَلاَ يَحْزَنَّ } أي: إذا عرفن أنه لا ينكح عليهن.

قال: { واللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً }.