الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير كتاب الله العزيز/ الهواري (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً }

قوله: { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } يعني زيداً { أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ } قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم: { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ } أي: مظهره { وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يطلّقها زيد من غير أن يأمره بطلاقها، فيتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الكلبي: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زيداً فأبصر قائمة فأعجبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله مقلِّب القلوب. فرأى زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هَوِيَها، فقال: يا رسول الله، ائذن لِي في طلاقها، فإن فيها كبراً، وإنها لتؤذيني بلسانها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتَّق الله وأمسك عليك زوجك. فأمسكها زيد ما شاء الله، ثم طلّقها. فلما انقضت عدتها أنزل الله نكاحَها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من السماء، فقال: { وَإِذْ تَقُولُ لِّلذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ... } إلى قوله: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا }. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك زيداً فقال: ائتِ زينبَ وأخبرها أن الله زوَجنيها.

فانطلق زيد فاستفتح الباب، فقيل: من هذا؟ قال: زيد. فقالت: وما حاجة زيد إليّ وقد طلّقني. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني. فقالت: مرحباً برسول رسول الله، ففُتِح له، فدخل عليها وهي تبكي. فقال زيد: لا تبكي، لا يُبك الله عينيك، قد كنتِ نعمت المرأة، أو قال: نعمت الزوجة، إن كنت لَتَبَرِّينَ قَسَمي، وتطيعين أمري، وتبتغين مسرّتي، فقد أبدلكِ الله خيراً منّي. فقالت: من؟ لا أبالك. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرّت ساجدةً ".

قوله: { وَتَخْشَى النَّاسَ } أي: وتخشى عيب الناس، أي: يعيبوا ما صنعت. قوله: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً } والوطر: الحاجة { زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ } أي: إثم { فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً }. فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، زعمت أن حليلة الابن لا تحلّ للأب، وقد تزوّجت حليلة ابنك زيد. فقال الله: { لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ } أي: إثم، في أزواج أدعيائهم، أي: إن زيداً كان دعياً، ولم يكن بابن محمد. قال الله:مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ } [الأحزاب: 40].

قال: { وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً }.